مشاركة مميزة

برنامج رمضاني على قناة fouiguira 2016

https://youtu.be/aopdd3MFJ9o

الاثنين، 22 يوليو 2013

قصة ركراكية

الفنانة الركراكية تتنفس هواءً بـ7 آلاف درهم شهريا

الفنانة الركراكية تتنفس هواءً بـ7 آلاف درهم شهريا
بطاقة الفنان لم تسعف التشكيلية بنحيلة الركراكية بالصويرة
دخلت المستشفى بشهادة الاحتياج وخرجت بدين لوزارة الصحة
ما يفوق سبعة ألاف درهما شهريا هو ثمن الهواء الذي تتنفسه الفنانة التشكيلية بنحيلة الركراكية، عبر قارورة الأوكسجين بواسطة أنبوبين يخترقان أنفها يزودانها بنفس الحياة نتيجة نوبة ربو مزمنة أدخلتها غرفة العناية الطبية المركزة بالمستشفى الإقليمي محمد  بن عبد الله بشهادة الاحتياج، وخرجت منه بدين يتقل عاتقها لفائدة وزارة الصحة، بعدما لم تسعفها بطاقة الفنان للاستفادة من التغطية الصحية  الصادرة عن وزارة الثقافة بدعوى أن مميزاتها لم تفعل بعد، وكأن الرسالة الشهيرة التي وجهتها الكاتبة والصحفية وفاء الحمري للوزير السابق للثقافة محمد الأشعري بخصوص إحداث وتوزيع  بطاقة الفنان بقبة البرلمان كانت صائبة حين قالت:" باسم كل فنان أصيل نشجب هذه البطاقات لإصابتها باسهالات واختلاطات متنتنة".   
ولعل الزيارة التفقدية التي قامت بها عدة شخصيات مسؤولة بمدينة الصويرة ليلة أول يوم من شهر رمضان للفنانة الركراكية[ 59 سنة ] بعد شيوع خبر وضعا الصحي الحرج، أبانت لهم أن السيدة تحتضر في صمت ورفعة من قلة الحاجة بدون أي مدخول شهري أرملة بدون أبناء  قابعة  بين جدران مسكنها الجد المتواضع الواقع بين الدروب الملتوية لأسوار المدينة العتيقة الرطبة تقطن بين شبر من الإسمنت المتفحم بالطحالب والرطوبة الشديدة، كما أن ضيق المكان الذي لم يتسع لأعضاء المجلس ومندوب الصحة وباشا المدينة... زاد وضعها اختناقا إلى درجة أنها استنفذت كل ما تبقى لها من أنفاس لتتعرف على الوجوه وترحب بهم  بعد وهن وعناء نبست أن جاراتها هن من يقمن بها، ولا أحد يقدم لها المساعدة سوى تلميذتها الفطرية التي تعقبت خطى الركراكية وأصبحت تقاسمها محاولة عيش الفنان المغربي في زمن الموت مرضا وقهرا ونسيانا .
وتعتبر الفنانة الركراكية رفقة فاطمة حسن والمرحومة الشيعبية طلال من ظواهر الموهبة الفطرية للفن التشكيلي المغربي بنون النسوة، وأقامت العديد من المعارض داخل المغرب وخارجه بألمانية والبحرين وسويسرا واسبانيا وايطاليا، وكانت تجربة سيرة حياتها المنشطرة بين الهوية والوجود ومعوقات التقاليد   موضوع فيلم تلفزيوني من إنتاج القناة الثانية.  و مع التباشير الأولى للشباب والأنوثة والعاطفة، بدأت رسائل العشاق تهل على فنانتنا وهي تحمل، إلى جانب الكلمات العاطفية الساذجة، رسومات للقلوب المطعونة بسهام العشق.الراحلة بنحيلة الركراكيةلم تثن الأمية الأبجدية فنانتنا عن فهم مضامين رسائل العشق، مستعينة بحسها الفني المبكر، كما لم يثنها العجز عن الكتابة عن تحرير رسائل فنية تجيب بالرمز الفني عن الكلمات الحالمة.
مسار رومانسي سيفجر الطاقة الفنية البكر، الكامنة في وجدان الركراكية بنحيلة، الشابة اليانعة الباحثة عن الحب قبل الفن.
تماهت مع "صويراتها" وهي تجيب الفرشاة عن رسائل الحبيب/الجار بأسلوب أقرب إلى وجدانها، فكان أن استحال في شعورها الحب فنا والفن حبا.
لم تفطن الراحلة الركراكية يومها إلى أنها تنجز وتراكم عملا فنيا سيلفت الأنظار إليها، وكان يكفي بالنسبة إليها أنها أعمال تؤدي وظيفتها العاطفية، وتبلغ الحبيب قدر الهيام الذي يختلج في الصدر، فهذه غاية ما كانت فنانتنا تنشده.
الصدفة وحدها أخرجت بنحيلة من شرنقتها، أو هذا ما تحقق حين طرق باب بيتها الجار ليشكو ابنها، حار الجار أمام الرسومات، أيشتكي أم يتساءل فكان أن ضحى بالهدف الأول على حساب الثاني، بعدما شدته الإجابة التي ألقت بها جارته الركراكية على استحياء "إنها رسوماتي و ليست رسومات الأبناء"، هكذا وجدت بنحيلة أول من يقرأ رسوماتها بعيون فنية خالصة لا تتأثر بسحر العاطفة، و يشجعها على عرض لوحاتها على أجنبي متخصص في تجميع وبيع اللوحات الفنية ذات الطابع الساذج، هذا الأخير ما إن ألقى نظرة على لوحاتها حتى أعجب ببساطتها، وتعهد باقتناء كل ما لديها من رسومات، واعدا إياها بإقامة معرض لأعمالها حالما تتمكن من إنجاز لوحات بأحجام تليق بالعرض.
لم تصدق فنانتنا أن بين جوانحها طاقة هائلة على العطاء إلا حينما شرعت في الاستعداد لمعرضها المرتقب، انطلقت تمزج الألوان بعاطفتها وتشيد لوحات بسيطة بعمق مركب حتى استوى لها المعرض لتدخل منه إلى العالمية.
و في ظرف قياسي أضحت الفنانة الركراكية بنحيلة سفيرة للفن الفطري/الساذج، تجول الكثير من البلدان الأوروبية عارضة ما يثير إعجاب الآخر، الذي يرى في لوحاتها البسيطة جمالية بدائية تعبر عن فطرة إنسانية لم تطرز بنظريات التجريد والتشخيص والانطباع...
رغم أنها حققت جزءا مما كانت تحلم به من الانتشار وطنيا و دوليا، فإن الراحلة الركراكية بقيت في بساطة لوحاتها، تجسد فنها شكلا ومضمونا، فهي تلتقي الآخرين بتلقائية الطفولة، وتنفق ما تجنيه من لوحاتها على الهدايا، لتوزعها بفرح الطفولة وتساند بما تبقى معارفها وكل من طرق بابها طلبا للمساعدة، لتبقى خالية الوفاض وكأنها بغير التزامات، ولا يهمها بعد ذلك أن يكون رصيدها البنكي صفرا على الشمال، ما جعلها في كثير من الأحيان عاجزة عن تسديد واجبات الكراء لمرسمها المتواضع الذي أخلته أخيرا بحكم قضائي، حتى المستشفى الذي دخلته في الأيام القليلة الماضية قبل وفاتها لمدة 15 يوما بغرفة الإنعاش لم تتمكن من أداء فاتورته، رغم شهادة الاحتياج التي أدلت بها، ورغم بطاقة الفنان التي بحوزتها، وهي التي كانت تعاني مشاكل صحية كثيرة، إضافة للربو الذي يتطلب كل أربعة أيام قنينة الأكسجين التي تصل تكلفتها إلى ألف درهم.
هل كتب للفنانة الراحلة بنحيلة الركراكية الملفوفة دوما داخل حايك أبيض و نقاب أسود مثلها مثل أي امرأة صويرية عادية، أن تكون ضحية لقدرها الفني لتظل نسيا منسيا إلى أن باغتها الموت الأسبوع الماضي؟
 

الأحد، 21 يوليو 2013

مايا الكبرى

هذه المقالة عن حضارة المايا. لتصفح عناوين مشابهة، انظر مايا (توضيح).
المايا
Maya-Maske.jpg
مجسم قناع المايا يعكس فترة ما بعد الكلاسيكية، معروضة في المتحف الوطني للانثروبولوجيا والتاريخ في ولاية كامبيتشيالمكسيك.
المعطيات
النطاق الجغرافيوسط أمريكا
الفترة2000 ق.م - 1546 م
سكنت حضارة المايا في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليا بغواتيمالا، بليز،هندوراس، السلفادور وفي نطاق خمسة ولايات جنوبية في المكسيك مثل : كامبيتشي، تشياباس، كينتانا رو، تاباسكو ويوكاتان. تأسست في البداية خلال فترة ما قبل الكلاسيكية (حوالي 2000 ق.م إلى 250 م)، وفقا للتسلسل الزمني لوسط أمريكا، وصل عديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خلال الفترة الكلاسيكية (تقريبا من 250 م حتي 900 م)، واستمرت خلال ما بعد الكلاسيكية حتىوصول الإسبان. وكان لديهم تاريخ يقدر بحوالي 3000 سنة، خلال هذا الوقت الطويل كانوا يتحدثون في تلك الأراضي مئات اللهجات التي تولد منها هذا اليوم حوالي 44 لغات ماياوية مختلفة. وقد عرفت بالحضارة الوحيدة في تطور اللغة الكتابية في الأمريكتين زمن ما قبل كولومبوس، فضلا عن الفن،الهندسة المعمارية، وأنظمة الرياضيات والفلك.
يشير الحديث عن "المايا القديمة" إلى تاريخ أحد أهم ثقافات أمريكا الوسطى زمن ما قبل كولومبوس، لأن لها إرث علمي وفلكي على مستوى العالم. فقد أسهمت حضارتهم بالكثير من الميزات للحضارات الأخرى في وسط أمريكا بسبب التفاعل الكبير ونشر الثقافة التي اتسمت بها المنطقة. لم ينشأ التقدم كالكتابة، النقش، والتقويم مع المايا فحسب بل تطور بالكامل. ويمكن كشف تأثير تلك الحضارة فيهندوراس وبليز، غواتيمالا، والسلفادور الغربية ممتدة إلى مناطق بعيدة مثل وسط المكسيك أي أكثر من 1,000 كم (620 ميل) من منطقة المايا. وتم العثور آثار عمرانية وفنية للمايا خارج المنطقة، ويعتقد أنها بسبب التبادل التجاري والثقافي.
لم يختفي شعب المايا نهائيا لا في وقت تراجع الفترة الكلاسيكية ولا مع وصول الغزو الإسباني واستعمارهم للأمريكتين، حيث يشكل أبناء شعب المايا في الوقت الحالي الأكثرية لسكان جميع مناطق المايا وقد حافظوا على التقاليد المميزة والمعتقدات التي هي نتيجة لأندماج الأفكار والثقافات لفترتي ما قبل كولومبوس وما بعد الغزو. في الوقت الحالي ملايين الناس يتحدثون لغات المايا المختلفة.
يوضح الأدب الماياوي حياة هذه الثقافة، ومن الأمثلة على ذلك مسرحية رابينال اتشي المكتوبة بلغة اتشي والتي أعلن عنها من قبل اليونسكو في عام 2005 على أنها من روائع التراث الشفهي اللامادي للبشرية، ومن الأعمال الأدبية بوبول فوه للأساطير التأريخية، وكتب شيلام بالام التي تقدر بتسعة كتب. وما دمره الغزو الإسباني هو نموذج لحضارة ماقبل كولومبوس التي تقدر بثلاثة آلاف سنة من التاريخ العريق.